Admin mastr المدير العام
~>معلومأإت عن العضو<~ : الجنس : الدولة : الوظيفة : الهواية : المزاج : عدد المساهمات : 1443 التقييم : 2147488466 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 12/09/2011 العمر : 30 الموقع : http://shar.fanbb.net/ mms : دعاء :
بطاقة الشخصية لوحة الشرف: (100/100)
| موضوع: كلمة بعنوان: "ويأبى الله إلا أن يتمَّ نوره" لأميردولة العراق الإسلامية الثلاثاء 08 أبريل 2014, 4:14 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم نُخْبَةُ الإِعْلامِ الجِهَادِيِّقِسْمُ التَّفْرِيغِ وَالنَّشْرِتفريغ كلمة بعنوانويأبى الله إلا أن يتمَّ نوره[الغلاف] http://im15.gulfup.com/2012-07-23/1343014131391.jpg[/url]" alt="" border="0">لفضيلة الشيخ/ أبي بكر الحسيني القرشي البغدادي (حفظه الله) أمير دولة العراق الإسلاميةالصادرة عن مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي رمضان 1433 هـ - 07 / 2012 م(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ)
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، أمَّا بعد؛
قال الله عزَّ وجلَّ: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ المَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ).
أمَّة الإسلام، أمَّتي الغالية؛ إنَّ النصر والغلبة والتمكين لجند الله وعدٌ ربانيٌّ، وسنَّة إلهية كونية ماضية إلى يوم الدين، مهما وُضعت أمامها العوائق وأُقيمت في وجهها العراقيل، ومهما رصد لها الباطل من قوى النار والحديد، ومهما سخَّر من وسائل الدعاية والافتراء والتزوير، ومهما أعدَّ لها من قوى الحرب والمقاومة، قال تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ)، وعن تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلا أدخله الله هذا الدين بعزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليل، عزًّا يعزُّ الله به الإسلام، وذلاًّ يذلُّ الله به الكفر". وهذا النصر والغلبة والظهور وعدٌ حقٌّ من الله عزَّ وجلَّ ماضٍ أبدًا لم يقتصر على فترة أو مرحلة أو زمن، بل هو قائمٌ ينتظر العصبة المسلمة التي تحمل الراية وتمضي بها مقتفيةً أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تخشى سلطانًا غير الله، ولا تخاف طاغية مهما ملك من وسائل البطش والطغيان والتنكيل، مطمئنةً قلوبُها بقول ربِّها عزَّ وجلَّ: (وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ).
ولمَّا تسنَّى الجهاد على أرض الرافدين هبَّت فئةٌ مؤمنة؛ فرفعت الراية -راية دين الحقِّ- فما هي إلا بضع سنين حتى أنجز الله تبارك وتعالى وعده، ونصر جنده، ومكَّن لهم في الأرض، فقامت دولة العراق الإسلامية فحكمت بما أنزل الله، وأقامت الحدود، وطبَّقت شرع الله بعزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليل، ولم تستطع كل جيوش الحلفاء الحاقدة منعها أو الحيلولة دون قيامها، وعجزت عن ثَنْيِها أو حَرْفِ مسارها كلُّ مؤامرات اليهود والنصارى والرافضة وجميع الأنظمة العميلة الظالمة الحاكمة لبلاد المسلمين بأنصارها وعملائها وأذنابها، وأنجز الله تبارك وتعالى وعده للمجاهدين، فذاقوا حلاوة النصر، وعرفوا طعم العزَّة، وسرت روح الجهاد في أرض الرافدين، ودخل الناس أفواجًا أفواجًا في صفوف المجاهدين، فلقد علم الله تبارك وتعالى ضعفنا فمكَّن لنا من غير ابتلاء حقيقي، حتى ما إذا رأى العالم عجز أمريكا وحلفائها وجميع أذنابها أمام ثلَّة قليلة من المؤمنين، وتيَّقن الناس أنَّ نور الله لا تطفئه الأفواه، وأنَّ النصر من عند الله لا تمنعه الجيوش وترساناتها، دارت الدائرة على الدولة الفتيَّة، وجاءت سُنَّة الفتنة والتمحيص قال تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ)، فاشتدَّ الابتلاء وعَظُمت الفتنة حتى دارت الأعين، وبلغت القلوب الحناجر، وضاقت الأرض بما رحبت، وظُنَّت بالله الظنون، إلا أنَّ المسلمين أبدًا لا يُهزَمون ولو خسروا معركةً أو معارك، ولئن كان للباطل صولةٌ وجولةٌ فإنَّ للحقِّ الغلبة والدولة، فقد كتب الله عزَّ وجلَّ: (لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي).
أمَّة الإسلام، أمَّتي الغالية؛ لقد مرَّ زمنٌ والناس يترقَّبون ظهور العبد الفقير وخطابه لأمَّته، فماذا عساه أن يقول! وقد حُمِّل مُكرَهًا ما أبت حمله السموات والأرض والجبال وأشفقت منه، فأثقل عاتقه وهدَّ كاهله وقضَّ مضجعه، وإنِّي والله لم أسعَ يومًا لهذا الأمر ولم أطلبْه أو أرجوه لا في سرِّي ولا في علني، إلا أنَّ إخواني ألزموني به، بل إنَّ الله ليشهد أنِّي دفعته عنِّي ما استطعت ولا زلت أسعى لدفعه وأتمنَّى تسليمه لمن يراه المجاهدون أهلاً، ولكن حسبي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسأل الإمارة فإنَّك إن أُعطيتها عن غير مسألة أُعنت عليها، وإن أُعطيتها عن مسألة وُكلت إليها". ماذا عساه أن يقول! وقد جاء في وقتٍ عصيب في ذروة المحن وقمَّة العقبات، في أشدِّ الزلازل والأزمات، التي على رأسها مقتل خيرة قادة الجهاد ورموزه الذين أناروا لنا الطريق ببذلهم وعطائهم وتضحياتهم، بدمائهم وجماجمهم وأشلائهم.
قومٌ إذا لبسوا الحديد حســــــبتهم * لم يحسبوا أنَّ المنيَّة تُخلَقُ
انظر فحيث ترى السيوف لوامعًا * أبدًا ففوق رؤوســــــــــهم تتألَّقُ
منهم شهيد الإسلام -كما نحسبه- إمام زمانه وسيِّد عصره: أبو عبد الله أسامة بن لادن فخر الأمَّة وتاج عصرها الجديد، ومنهم مغيظ الطغاة: الشيخ أنور العولقي أسد الدعاة، ومنهم العالم العامل المجاهد: عطية الله صاحب العلم والوقار، ومنهم فقيد الأمَّة: أبو مصعب الشهيد -بإذن الله- أمير الاستشهاديين، ومساعداه وجناحاه: أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر مهندسا دولة الإسلام ومشيِّدا صرحها. وما عساي أن أقول في رثاء هؤلاء! إنِّي لأشهد أنَّهم قد أعذروا، وحسبنا عزاءً أنَّ سيوفهم لا زالت مُسلَطة، وخيولهم مُسرجة، وقد تركوا رجالاً:
يستعذِبون مناياهم كأنَّهمُ * لا يخرجون من الدنيا إذا قُتلوا
وحسبنا عزاءً أنَّ هذه الأمَّةَ أمَّةٌ ولود.
أمَّتي الغالية؛ كما أنَّنا لم نكذب على الله عندما أعلنَّا دولة الإسلام، لا نكذب على الله عندما نقول أنَّها باقية.
باقية؛ رغم كل التعتيم والتضليل والطعن والتشويه.
باقية؛ رغم كل الشدائد والعقبات والمحن، ورغم كل مكائد أعداء الإسلام في الداخل والخارج.
باقية؛ على عقيدتها ومنهجها لم ولن تبدِّل أو تحيد إن شاء الله.
باقية؛ دار هجرة وجهاد.
باقية؛ حَرْبَةً في صدور الرافضة الصفويين.
باقية؛ ولتسمعنَّ نبأها ولترونَّ أفعالها.
وها هي الآن تعود من جديد، وتزحف لتسيطر على الأرض كما كانت ومزيد، فأبشري وأمِّلي خيرًا يا أمَّتي، فها هي دولة الإسلام -أعزَّها الله- تدخل عامها السابع، متحدِّية كل الصعاب، مجتازةً كل المصاعب لم تُوقفها مكائد العملاء أو تُسقطها مؤامرات الحُسَّاد، لم تُسكتها أبواق الأعداء أو يُثنها خونة الجهاد، وها هي باقية حَرْبَةً في صدور الفجَّار، وأملاً في قلوب المؤمنين الأبرار.
أمَّتي الغالية؛ أمَّا قوَّتنا فإنَّ الله معنا ثمَّ لن نُغلب من قلَّة، وأمَّا حالنا فيسرُّ الصديق ويغيظ العدا ولله الحمد؛ وحدة صفٍّ وكلمة، وسعة رزقٍ ونعمة، ومن كان يظنُّ أنَّ الناس لا يريدون دولة الإسلام فليعلم أنَّ أكثر أهل السنة في بلاد الرافدين يؤيِّدونها منتظرين عودتها.
ولا يسعني إلا أن أُثني على عشائرنا وأهلنا في بلاد الرافدين -شيوخًا وأفرادًا-؛ الذين كانوا ولا زالوا مادَّة الجهاد في العراق، ومأوى المجاهدين وحصنهم، والذين سيظلُّون إن شاء الله أنصارًا لله ولرسوله ولدينه وللمجاهدين في سبيله، وهذه هي الحقيقة التي أثبتها الواقع رغم تلبيس الملبِّسين، وتضليل المضلِّلين، وقطَّاع الطرق إلى الله ربِّ العالمين، وقد تحطَّمت آمالهم على صخرة ثبات وصمود وتضحية العشائر الكريمة الأبيَّة، نسأل الله أن يُثيبهم ويجزيهم عن الإسلام خير الجزاء.
فاصبروا يا عشائر أهل السنة فإنَّكم على الحقِّ وإنَّ عدوَّكم على باطل.
وإنِّي بمناسبة بدء عودة الدولة للمناطق التي انحازت منها كما ترون، أستنفركم وأحثُّكم على بذل المزيد، والزَّجِّ بأبنائكم في صفوف المجاهدين دفاعًا عن دينكم وأموالكم وأعراضكم، وطاعةً لله وامتثالاً لأمره، قال تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)، وقال: (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا)، وقال: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، فاعلموا يا عشائرنا أنَّه لا حلَّ لكم إلا الجهاد في سبيل الله، فتقرَّبوا من المجاهدين أكثر وتمسَّكوا بهم؛ فإنَّهم بعد الله حصنكم الحصين، ولا مصلحة لهم إلا تحكيم شرع الله فيكم، ولا يبتغون بذلك منكم أجرًا ولا جاهًا ولا سلطانًا، وسيظلُّون يبذلون مهجهم للذود عن حِماكم وأعراضكم.
وأمَّا أولئك الذين لُبِّس عليهم من بعض شيوخ وأفراد عشائرنا فوقفوا في صفوف أمريكا الصليبية، ثمَّ غدَوا أتباعًا وأذنابًا للحكومة الصفوية، فنقول لهم: ما ضرَّكم والله لو اتَّبعتم الحقَّ ونصرتم دين الله كما حاربتموه، فتوبوا وأصلحوا يغفر الله لكم ويبدِّل سيئاتكم حسنات، ولئن قيل لكم أنَّ الدولة الإسلامية تقتل كل من حاربها ولا تقبل منه عدلاً فإنَّما ذلك ممَّا يُفترى علينا -وما أكثره-، ولتعلموا أنَّا لا نسأل من أراد التوبة عدلاً ولا شفاعة.
وأمَّا أمريكا رأس الكفر حامية الصليب؛ فأقول لها: إنَّ حربكِ على المسلمين خاسرة وعمَّا قريب إن شاء الله ستنهارين وتعلنين الهزيمة، فانظري ماذا جنيتِ وماذا جنى المجاهدون خلال عقدين من ترؤُّسكِ لحربهم. فأمَّا اقتصادكِ فقد أضحى على شفا هاوية لا يقوم منها، وأمَّا شعبكِ وجنودكِ فمعنوياتهم محطَّمة ونفوسهم يائسة، تدبُّ فيها روح الهزيمة حتى غدا من أراد الفوز بالانتخابات يَعِدُ بسحب الجيوش وإيقاف الحرب، وأمَّا أمنكِ فلا يسافر مواطنكِ لأيِّ بلد إلا وهو خائف يترقَّب، ثم إنَّ المجاهدين انطلقوا في إثر من فرَّ من جيوشكِ وقد أقسموا أن يذيقوكِ أشدَّ ممَّا أذاقكِ أسامة وسوف ترينَّهم في عقر داركِ بإذن الله، فما بدأت حربنا معكِ إلا للتو فارتقبي.
وأمَّا المجاهدون؛ فكم كان عددهم وعدد جبهاتهم وكم أصبح الآن! فالويل لك الويل، وقد بلغت بك الهزيمة ألاَّ تجدي ما تدَّعينه نصرًا سوى قتلك بين سنة وأخرى رجلاً من المسلمين أمضى حياته يبتغي القتل مظانَّه حتى جاء أجله بعدما أذاقك الويلات، فتعُدِّي ذلك نصرًا كبيرًا عظيمًا ليس بعده نصر.
وأمَّا أنتم أيُّها الروافض الحاقدون؛ فنحن أبناء الحسن والحسين، وأحفاد أبي بكر وعمر وذي النورين، نحن جدُّنا حيدرة الكرار أمير المؤمنين علي، وأنتم شيعة المجوس أحفاد أبي لؤلؤة وابن سبأ ورستم وجدُّكم كسرى، وهيهات هيهات أن تغلب شيعة مجوس أبناء الحسن والحسين، قال تعالى: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أو بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ)، نسأل الله أن يجعل عذابكم بأيدينا.
ثمَّ أتوجَّه إلى إخواننا المجاهدين في شتَّى بقاع الأرض أطمئنهم على ساحة العراق، وأقول: أبشروا بما يسرُّكم إن شاء الله، قال الله عزَّ وجلَّ: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ)، وإنَّنا والله لنرى ونلمس عناية الله للمجاهدين في بلاد الرافدين ورعايته لهم، وإنَّا على يقين لا شكَّ فيه أنَّ النصر كائنٌ لا محالة، فلا يظنُّ أحد أنَّ عِظَم المصائب وهولها على المجاهدين في فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو الشيشان أو اليمن أو الصومال أو أي مكان آخر إنَّما هو نصرٌ للكافرين، كلا؛ ما هو إلا كرامة، ورفعة منزلة، وخير عظيم، وشهادة واصطفاء لمن قُتل من المسلمين باغيًا وجه الله، وإنَّ التأييد من الله لا يكون أبدًا من غير ابتلاء وفتنة، وكما أنَّه لا نصر بغير تضحية، فحسبكم بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، وإنَّ القدس موعدنا إن شاء الله.
وكما أهنِّئ الأمَّة عامَّة، وأهلَ السنَّة في بلاد الرافدين خاصَّة، وعلى رأسهم جنودَ دولة العراق الإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك شهر المغازي والقتال، فإنَّ من نعم الله تبارك وتعالى على عبده أن يبلِّغه رمضان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه"، وعنه أيضًا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر فقال: "آمين، آمين، آمين"، قيل له: يا رسول الله، ما كنت تصنع هذا! فقال: "قال لي جبريل: رَغِمَ أنف عبد أدرك أبويه أو أحدهما لم يدخله الجنة، قلت: آمين، ثم قال: رَغِمَ أنف عبد دخل عليه رمضان لم يُغفر له، فقلت: آمين، ثم قال: رَغِمَ أنف امرِئٍ ذُكِرْتَ عنده فلم يصلِّ عليك، فقلت: آمين"، فيا أمَّة الإسلام اغتنموا هذا الشهر المبارك بالجهاد فقد صحَّ عن معاذ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ امرأةً أتته فقالت: يا رسول الله، انطلق زوجي غازيًا، وكنت أقتدي بصلاته إذا صلَّى وبفعله كلِّه فأخبرْني بعمل يبلِّغني عمله حتى يرجع، فقال لها: "أتستطيعين أن تقومي ولا تقعدي، وتصومي ولا تفطري، وتذكري الله ولا تفتري حتى يرجع"، قالت ما أطيق هذا يا رسول الله، فقال: "والذي نفسي بيده لو أطقته بعدُ ما بلغتي العُشْر من عمله حتى يرجع". وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضي الله عنهم يحرصون على الجهاد في رمضان وعلى التعرُّض للشهادة فيه؛ لأنَّ الجهاد من أفضل الأعمال، حتى أصبح رمضان شهر الفتوحات، ومن تأمَّل مغازي المسلمين على مدار التاريخ أدرك هذا.
فيا أيُّها المجاهدون؛ احرصوا في شهركم هذا على القربة إلى الله بدماء الكفَّار فقد وجدناها والله خير قربى، ويا أيُّها المتخلِّفون الحقوا بقافلة الجهاد فإنَّا وجدناه والله ألذَّ طاعة لا يتركها أبدًا من ذاق حلاوتها.
ولا أنسى أن أُثني على أهلنا في أرض الشام المباركة الحبيبة؛ الذين أطلقوا رصاصة الرحمة على الخوف الجاثم منذ عقود على صدر هذه الأمَّة، وهَبُّوا ينفضون عن جبين عزِّها غبار الذلِّ بأشلائهم، ويغسلون عن ثوب كرامتها وَصَمَات العار بدمائهم، لقد لقَّنتم العالم دروسًا في الشجاعة والجهاد والصبر، ولقد علَّمتم الأمَّة وأثبتُّم لها بالدليل القاطع والحجَّة الدامغة أنَّ الظلم لا يُرفع إلا بالقوَّة والبأس، ولا يُمحى الهوان إلا ببذل النفوس والمهج، ونضح الدم، وبعثرة الأشلاء والجماجم، والشهداء والجرحى على طول الطريق، لقد أقَضَّيتم مضاجع الكفَّار فوقف مجلس خوفهم وجامعة أممهم وكلُّ رؤوسهم يراقبون عاصفتكم؛ مذهولين، عاجزين، مرعوبين، حائرين.
مذهولين؛ من جهادكم وصمودكم.
عاجزين؛ عن قمعكم وإخضاعكم.
مرعوبين؛ من مستقبل بركانكم.
حائرين؛ في حلٍّ يُخمد جهادكم.
فامضوا بارك الله فيكم، وإيَّاكم أن ترضوا بحكم أو دستور غير حكم الله وشريعته المطهَّرة فتضيِّعوا ثورتكم المباركة؛ التي لن تُؤتِيَ أُكُلها إلا إذا تُوِّجت بتحكيم الشريعة، وتوحيد الأمَّة بهدم حدود سايكس بيكو، ووأد القومية النتنة والوطنية المقيتة، وإعادة الدولة الإسلامية التي لا تعترف بالحدود المصطنعة ولا بجنسيةٍ غير الإسلام، ولا تظنُّوا أبدًا أنَّ الحقَّ والعدل والخير في دستور أو قانون أو نظام غير شريعتنا المطهَّرة، فقد جعل الله عقيدة هذا الدين ومنهجه وأساليب تمكينه من عنده جلَّ وعلا، وليس للمسلم المؤمن إلا السير ضمن هذا المخطَّط الربانيِّ المرسوم له، واجتناب كل الحركات والأنظمة البشرية الأرضية الباطلة الزائفة، التي مبناها على الهوى والتخبُّط، وتحاول تنظيم الحياة بمنأى عن الدين وبغير هدًى من الله، فالثبات الثبات يا أهل الشام فإنَّ العاقبة للمتَّقين.
وأمَّا أنتم يا رجال دولة الإسلام؛ امضوا على خططكم، متيقِّنين بنصر الله، لا تستكينوا أو تلينوا، فأنتم إن شاء الله جنود الله، فاعملوا للنصر ووطِّنوا أنفسكم على الابتلاء، وطِّنوا أنفسكم على القتل والأسر والبتر والكسر حتى نهاية المطاف، فإذا جاء النصر فهو من عند الله، وإن تأخَّر فلسنا أهلاً له، وقد أمرنا الله تبارك وتعالى بالجهاد وفرضه علينا ولم يكلِّفنا النصر أو يطالبنا به، بل اختصَّ به سبحانه وجعله من عنده، وما وعدنا أيضًا بالسلامة، قال تعالى: (وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)، وقال تعالى: (وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ)، لذا فإنَّ القتل فينا أو الابتلاء لا يزيدنا إلا يقينًا وعزيمةً وإصرارًا وصبرًا، ولا نَعُدُّ القتل إلا فضلاً وكرامةً من الله عزَّ وجلَّ يختصُّ به من يشاء من عباده، فعليكم أن تتأمَّلوا هذا وتدركوه جيِّدًا، فإنَّ من أدرك هذه الحقيقة تحرَّر من أسر الشهوات واستشرف حياةً رفيعةً يملكها ولا تملكه، فمن لاح له الأجر هانت عليه التكاليف، فيا رجال الدولة أحبُّوا الشهادة في سبيل الله وتمنَّوها، ولكن اعملوا للنصر لا للشهادة واسعوا إليه لا إليها، وإنَّنا نبشِّركم ببدء مرحلة جديدة من مراحل صراعنا، نبدأها بخطة أسميناها (هدم الأسوار)، ونذكِّركم بأولى أولويَّاتكم دائمًا؛ ألا وهو فكاك أسرى المسلمين في كل مكان، وجعل مطاردة وملاحقة وتصفية جزَّاريهم من القضاة والمحقِّقين، وجلاوزتهم من الحرَّاس في رأس قائمة الأهداف. ولتعلموا يا أسرانا أنَّا ما نسيناكم يومًا أو غفلنا عنكم، فأنتم في سواد العين وسويداء القلب، ولا ننام يومًا إلا وصوركم في خيالنا، وحسبكم عزاءً أنَّكم معذورون عند الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ بالمدينة أقوامًا ما سرتم من مسير ولا قطعتم من وادٍ إلا وهم معكم فيه"، قالوا: وهم بالمدينة يا رسول الله؟ قال: "نعم؛ حبسهم العذر".
وكما أتوجَّه بنداءٍ إلى جميع شباب ورجال المسلمين في شتَّى بقاع الأرض، وأستنفرهم للهجرة إلينا لتوطيد أركان دولة الإسلام وجهاد الرافضة الصفويين -شيعة المجوس-، فإنَّ معسكرات الدولة وبيوتها مفتوحة لكل مسلم، وإنَّ بغداد قلب معركة أهل السنَّة مع الصفويين، فهبُّوا يا شباب الإسلام، من يعذر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومٍ آذوه؟! هلمُّوا فإنَّ المعركة تحتاج الوقود.
ولا يفوتني أن أوجِّه نداءً إلى جميع طلبة العلم والدعاة والعلماء فردًا فردًا، مهما كان موقفه من الدولة، وأقول لهم: من كان منكم يخاف الله ويدعو للحقِّ وينصر الدين مخلِصًا في ولائه لله تبارك وتعالى فليرسل إلينا مندوبًا عنه أو يأتنا بنفسه؛ لنطلعه على دقائق أمورنا ومنهجنا وسياستنا وآلية عملنا، ويطَّلع على حقيقة وجودنا وقوَّتنا، ويقف على حقيقة معركتنا مع الروافض -شيعة الشيطان-، فيرى كلَّ هذا بأمِّ عينه ويلمسه بيده، بعيدًا عن وسائل التكتيم والتعتيم والتحريف والتزوير، وأبواق الطعن والتشويه والتشهير. وأمَّا لمن انقطع بهم الاتصال فنقول: يا أيُّها النائمون اجلسوا، ويا أيُّها القاعدون انهضوا، ويا أيُّها السائرون تريَّثوا، الشباك الشباك، والحبال الحبال، تأخَّروا وتقدَّموا وفَّقكم الله.
اللهم قد فرضْتَ علينا الجهاد، وأمرتنا بقتال المشركين، فلنجاهدنَّ أعداءك ما أحييتَنا، ولنقاتلنَّ من عدل بك وعبد معك إلهًا غيرك لا نبتغي اللهم سوى رضاك، اللهم فانصر عبادك المسلمين على أعدائك أعداء الدين، اللهم افتح لهم فتحًا عزيزًا واجعل لهم من لدنك سلطانًا نصيرًا، اللهم اجمع شملهم ووحِّد كلمتهم ورُصَّ صفوفهم، اللهم شجِّع جبنهم وثبِّت أقدامهم، اللهم زلزل بكل من عادى المجاهدين في سبيلك، وأدخل الرعب في قلوبهم، واستأصل شأفتهم، واقطع دابرهم، وأَبِد خضراءهم، وأورثنا أرضهم وديارهم وأموالهم، وكن لنا وليًّا، وبنا حفيًّا، وأصلح لنا شأننا كلَّه، وأصلح نيَّاتنا وقضاءنا وتبعاتنا، واجعلنا لأنعُمك شاكرين، واغفر لنا والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، وثبِّتنا اللهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ربَّنا أفرغ علينا صبرًا وثبِّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
وصلِّ اللهم على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
كلمة الرابط المباشر للكلمة الصوتية http://ia600707.us.archive.org/4/items/AMIR_AL-MO2MININ/noor1.mp3 | |
|